غيرنا والسلام.1
أما حين يكتب لمن سبق أن شرح له دعوته وعرفه بالحق ثم رفضه وعاند بعد معرفة الحقيقة ويأسه من هدايته فإن رسائله تأتي غاضبة شديدة اللهجة غليظة العبارة يرميه فيها بما يعتقده فيه دينا ويجعله عبرة لغيره وينفر الناس عنه، وهذا اللون يتمثل في رسالته التي أرسلها إلي سليمان بن سحيم مطوع أهل الرياض وهي طويلة نجتزئ منها بمقدمتها إذ هي كافية في بيان المطلوب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يعلم به سليمان بن سحيم أنك زعجت قرطاسة فيها عجائب، فإن كان قدر فهمك فهذا من أفسد الافهام، وأن كنت تلبس به على الجهال فما أنت برابح وقبل الجواب نذكر لك أنك أنت وأباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق، ولكن صائر لكم عند جماعة في معكال قصاصيب2 وأشباههم يعتقدون أنكم علماء، ونداريكم ودنا أن الله يهديكم ويهديهم وأنت إلى الآن أنت وأبوك لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله أنا أشهد بهذا شهادة يسألني الله عنها يوم القيامة أنك لا تعرفها إلى الآن ولا أبوك ونكشف لك هذا كشفا بينا لعلك تتوب إلى الله وتد خل في دين الإسلام إن هداك الله، وإلا تبين لكل من يؤمن بالله واليوم الآجر حالكما، والصلاة وراءكما وقبول شهادتكما وخطكما ووجوب عداوتكما كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} 3