فاستحسنوها ولكن بعض الموالي في حريملاء ولا سيما آل حميان منهم نقموا عليه وأذوه وكادوا يقتلونه فرأى نقل دعوته من حريملاء إلى العيينة وهي اكبر بلدا وأكثر سكانا وإمارتها أعظم نفوذا فتلقاه أميرها بالبشر والترحاب وأتاح له فرصة إظهار دعوته والجلوس لطلاب العلم وإنكار المنكر والأمر بالمعروف وإقامة بعض الحدود وهدم قبة قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة.

ثم إن أمير العيينة آنذاك - عثمان بن حمد بن معمر- تلقى تهديدا من أمير الاحساء المدعو/ سليمان بن محمد بن غرير الحميدي قائد الاحساء والقطيف وما حولها بقطع خراج ابن معمر الذي له في الاحساء وقدره ألف ومائتا أحمر وما يتبعها من طعام وكسوة وأمر أمير الاحساء ابن معمر بقتل الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ولما ورد إلى ابن معمر كتاب قائد الاحساء ما وسعه مخالفته وأخبر الشيخ بما ورده فأراد الشيخ إقناعه وطمأنته بأن الله سينصره ويمكن له في الأرض إذا استمر في نصرة الدعوة وتأييدها فأخرج الشيخ ووكل إلى فارس له يدعى الفريد مع خيالة منهم طواله الحمراني قتله وهو في طريقه إلى الدرعية إذا وصل إلى قبر أخيه يعقوب وكان يعقوب رجلا صالحا قتل ظلما بين الدرعية والعيينة.

ثم إن الشيخ رحمه الله أن جاه الله من كيد أمير العيينة ووصل إلى الدرعية وقصد بيت محمد بن سويلم العريني، فلما وصل إليه ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود فوعظه الشيخ وسكن جأشه وقال سيجعل الله لنا ولك فرجا ومخرجا قال ابن بشر رحمه الله "لما وصل إلى الدرعية فعلم به خصائصه من أهل الدرعية فزاروه خفية، فقرر لهم التوحيد واستقر في قلوبهم فأرادوا أن يخبروا محمد بن سعود ويشيروا عليه بنصرته فهابوه فأتوا إلى زوجته موضى وكانت ذات عقل ومعرفة فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمره به وينهي عنه فوقر في قلبها معرفة التوحيد وقذف الله في قلبها محبة الشيخ فلما دخل عليها زوجها محمد أخبرته بمكانه وقالت إن هذا الرجل أتى إليك وهو غنيمة ساقها الله لك فأكرمه وعظمه واغتنم نصرته. فقبل قولها وألقى الله سبحانه في قلبه للشيخ المحبة فأراد أن يرسل إليه فقالوا سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به لعل الناس أن يكرموه ويعظموه فسار إليه محمد فدخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015