ومنهاجها التربوي لإعداد الفرد الصالح والمجتمع النظيف والقيادة السياسية الرشيدة وما ذكرته في السياق التاريخي كان الهدف منه توضيح الظروف والأحوال التي مهدت لهذه الحركة وتصوير الحياة العامة في بيئة الدعوة للتعرف على الأرضية التي نبتت فيها.

وقد خرج البحث في صورته النهائية في مقدمة وستة فصول تحدثت في المقدمة عن أوضاع المسلمين عامة في القرن الثاني عشر الهجري من النواحي السياسية والدينية وخصصت الفصل الأول عن أوضاع نجد قبيل الدعوة الإصلاحية في الجوانب السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وما كان فيها من فرقة واختلاف وتفكك وضيق وتخلف وانحراف عن مبادئ الإسلام السمحة.

وجعلت الفصل الثاني عن حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نسبه وولادته ونشأته ورحلاته العلمية وروافد فكره وبيان أسلوبه في الدعوة.

أما الفصل الثالث وهو أهم فصول الرسالة فقد خصصته لبيان حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنها عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان في القرون المفضلة وما تلاها وأنه لم يشذ عنهم في أي أصل من أصولها أو جزئية من جزئياتها. كما تحدثت في هذا الفصل عن دعوة الشيخ الإصلاحية في أسسها ومنطلقاتها وفلسفتها والغاية منها وطريقته في معالجة الأمور وفقهه فيها، واعتمدت في هذا كله على كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب نفسه كما استعنت عند الحاجة بكتابات تلامذة هذه المدرسة الإصلاحية.

كما تناولت في هذا الفصل قضايا ذات صلة وثيقة بالعقيدة والدعوة ومنشأ الخلاف تتمثل في تجلية بعض المفاهيم والمعاني الشرعية لكثير من مبادئ الدين الحنيف، كما أوضحت في هذا الفصل كذلك مذهبه في الفقه وموقفه من الأئمة الأربعة في العالم الإسلامي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015