الدعوة إلى فريقين متمايزين كل منهما يدعوا إلى تأييد موقفه والاستنصار بأتباعه والموافقين له حتى صار في المعركة العلمية أطراف من داخل جزيرة العرب وخارجها حفزت الناس على طلب العلم وفتحت الحركة الإصلاحية في نجد صدرها لطلاب العلم من كل الأقاليم وشجعتهم وآوتهم وخصصت لهم ما يعينهم على طلت العلم ووسعت نطاق هذه المدرسة وعددت حلقاتها وصار لأتباعها رسالة لا يألون جهدا في نشرها بواسطة التعليم والتعلم والمناظرة والرسائل ومجالس العلم وتعليم العامة ما يلزم كل فرد في أداء فرائض دينه.
وأول مبادئ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب العلم بما يتضمنه من تعلم وتعليم قال في أول كتاب "ثلاثة الأصول" "اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل الأولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة"1
وقد أكد على البدء في الدعوة بالعلم قبل القول والعمل فأورد إحدى ترجمات الإمام محمد بن إسماعيل رحمه الله صاحب الصحيح بقول: "قال البخاري رحمه الله تعالى "باب العلم قبل القول والعمل" والدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} قال فبدأ بالعلم قبل القول والعمل" وذلك لأن تعليم العلم فرض مقدم على القول والعمل وذلك أن صحة العمل تتوقف على العلم الصحيح.
والواقع العملي لهذه الدعوة الإصلاحية أن طالب العلم هو محل عنايتها ورعايتها تقدم له المساعدات وتوضع له المخصصات وتسند إليه المهام الدينية والوظائف المهمة وقد ذكر ابن بشر رحمه الله في ترجمته للإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود العناية بالعلماء والقضاة وغيرهم فقال: وكان رحمه الله تعالى مع ذلك كثير العطاء والصدقات للرعية من الوفود والأمراء والقضاة وأهل العلم وطلبته ومعلمة القرآن والمؤذنين وأئمة المساجد حتى أئمة مساجد نخيل البلدان ومؤذنيهم ويرسل قهوة لأهل القيام في رمضان وكان الصبيان من أهل الدرعية إذا خرجوا من عند المعلم