والمعاداة من الدين في نظره وأهميتها في قيام حركته الإصلاحية والموالاة تقتضي المحبة والتأييد والمناصرة بالقول والفعل والجهاد وإظهار ذلك والعمل على وفقه وقد قرر هذا المعنى في مواضع كثيرة من مؤلفاته ورسائله وكتبه ومنهاجه التربوي.
وكان من ثمار هذه الدعوة الإصلاحية إحياء روح الأخوة الإسلامية بما تقتضيه من محبة ونصح وإرادة الخير والتأييد والمناصرة في القول والفعل وإظهار ذلك دينا يتقرب به إلى الله، وفي المقابل معاداة ومقاطعة أعداء الله وبعضهم وإعلان العداوة لهم والمظاهرة عليهم طاعة لله. وبذلك تحقق إيجاد مجتمع متآخ متحاب متعاون رابطته على الحب في الله والبغض فيه في صورة حية فاعلة وبالتالي إقامة مجتمع إسلامي نظيف في ظله الفضيلة وتختفي الرذيلة وتسود فيه المحبة.
1- تنشيط الحركة العلمية:
إن العزلة التي عاشتها منطقة نجد ووسط شبه جزيرة العرب قبيل الدعوة الإصلاحية عن العالم الإسلامي كان من إفرازاتها الواضحة تقلص المدارس العلمية في هذه المنطقة شيئا فشيئا وعزوف الطلاب عنها ونقص العلم من أطرافه بموت العلماء وانكماش طلابه وكساد سوقه وعدم تقدير الناس لأهله كما يجب لهم، إلى جانب انعدام المجتهدين اجتهادا مطلقا أو مقيدا وندرة المجتهدين في المذهب بل حتى في المسائل حتى صار يعد في المنطقة الكاملة من مناطق نجد العالم والعالمان فقط.
ولما قامت هذه الحركة الإصلاحية كان منطلقها من حلقة العلم في رحاب المساجد. وقد كثر طلاب هذه المدرسة الإصلاحية التي لم تقتصر مهمتها على حفظ ما في الكتب أو فهمه فحسب بل تجاوزته إلى تطبيق العلم في واقع الحياة وإقامته عملا ماثلا في تصرفات المؤمنين بهذه الدعوة.
وقد حفزت هذه الحركة الإصلاحية بما صار لها من أنصار وخصوم وما دار بين الفريقين من مناظرات علمية فيما كان محل خلاف بينهما وبانقسام المجتمع في بداية