ومواردها المالية وأساليبها في الإدارة والإنتاج وتطلعت إلى الإجهاز على هذه الخلافة التي وصلت إلى حالة من السوء والتدهور ما يكفي لإعطاء الفرصة لأعدائها للنيل منها وتقطيع أوصالها، وبدأت الدول الغربية المسيحية في الدخول مع الخلافة العثمانية في حروب متعددة مما زاد حالتها سوء ولأقاليمها المختلفة إهمالا لانشغالها بالحروب في أوروبا التي أظهرت من خلالها عجزا في قدرتها وتخلفا في معداتها الحربية وانهزاما في بعض المواقف العسكرية مع أوروبا.
وقد نقل صورة الخلافة العثمانية في هذه المرحلة من عمرها المؤرخ الأمريكي لوثروب ستودارد في كتابه حاضر العالم الإسلامي جـ2 ص259 فقال:
" في القرن الثامن عشر كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ ومن التدني والانحطاط أعظم دركة فاربد جوه وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه ورجا من أرجائه وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب وتلاشى ما كان باقيا من آثار التهذيب العربي واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشهوات وماتت الفضيلة في الناس وساد الجهل وانطفأت قبسات العلم الضئيلة وانقلب الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال , فكثر السلب والنهب وفقد الأمن وصارت السماء تمطر ظلما وجورا" إلى أن قال: "وبارت التجارة بوارا شديدا أهملت الزراعة أيما إهمال.
وهذه الأحوال كلها جعلت أقاليم الخلافة العثمانية في حالة من السوء والتدهور السياسي الذي ينذر بانفجار شديد وظهور حركات استقلال عن الخلافة العثمانية التي أدركها الهرم.
ولما كانت نجد وهي قلب شبه جزيرة العرب أقل أقاليم الخلافة العثمانية رعاية إذ أن العثمانيين لم يعيروا هذه المنطقة أي اهتمام ولم تحظ منهم بأي رعاية بل اكتفوا ببسط نفوذهم على الحرمين الشريفين والساحل الغربي من شبه الجزيرة العربية وساحل الخليج العربي وتركوا وسط شبه الجزيرة العربية فلم يكن لهم فيه وجود مما جعله في عزلة شديدة عن العالم الإسلامي. لما كانت نجد كذلك اضطرب فيها حبل