الأنهار على ضربين، أحدهما طبيعي والآخر صناعي.
أما الصناعي فهو ذلك الذي يحفر مجراه ويجرى فيه الماء لإعمار مدينة أو لسقي زرع أو بذر. وأغلب الأنهار الصناعية، صغير ولا يمكن للسفينة أن تسير فيه. ويحدث أن يكون في مدينة عشرة أنهار صناعية أو أقل أو أكثر. وتستخدم هذه المياه في الشرب والزراعة. وعدد هذه الأنهار الصناعية غير محدود حيث تعتريها الزيادة والنقصان في كل زمان.
وأما الطبيعي فهو ذلك الذي تكون مياهه كثيرة تأتي من ذوبان الثلج ومن العيون التي تجيء من الجبل وتنساب على الأرض، ويشق طريقه بنفسه، حيث يكون مجراه متسعا في مكان وضيقا في مكان آخر، ثم يظل يسير حتى يصل إلى بحر أو بطيحة. ومن هذه الأنهار الطبيعية يوجد ما هو ليس عظيما جدا، فيستفاد منه في عمارة مدينة أو ناحية مثل نهر بلخ ونهر مرو. ويخرج من أحد الأنهار الطبيعية أنهار كثيرة ويستفاد منها، وذلك هو النهر الرئيس، ثم يمضي ليصل بحرا أو بطيحة، مثل الفرات.
أول نهر في بلاد المشرق «1» ، يأتي من جبل سرنديب ويمضي اثني عشر يوما في الطريق، ثم يكوّن بطيحة طولها خمسة فراسخ في عرض خمسة. وهناك تخرج من هذه البطيحة عدة أنهار، فتمضي سبعة أيام في الطريق حتى تصل خمدان.
ويستفاد من بعض هذه الأنهار في الزراعة، بينما تصب الأخرى في بحر الأوقيانوس المشرقي.
يخرج من مشرق جبل مانسا «2» ، فيصل إلى موضع في أواسط حدود التبت [9 أ] ثم يمضي من جبل إلى جبل وإلى العمارة حتى يصل مقابل الحد بين التبت والهند. فيقطع هناك جبالا كثيرة يمر من وسطها حتى يصل حدود كجان