مدينتان من حدود جبل دنباوند. وهما باردتان بردا شديدا صيفا وشتاء. ويرتفع من هذا الجبل الحديد.
كورة بها أكثر من عشرة آلاف قرية، يدعى ملكها سبهبذ شهريار كوه. وهي كورة عامرة أغلب أهلها مجوس. ومنذ عصر الإسلام ظل حكم هذه الكورة في أولاده «1» .
قصبة هذه الكورة «2» . وهي مستقر الأصبهبذية «3» ، والمعسكر على مسافة نصف فرسخ من المدينة. وبها مسلمون. وأغلبهم غرباء وحرفيون وتجار، ذلك أن أهل هذه القصبة جند [30 ب] ومزارعون.
وفي كل خمسة عشر يوما يقام فيها سوق يؤمه من جميع هذه الكورة الرجال والفتيات والفتيان في كامل زينتهم حيث يمرحون ويلعبون ويرافق بعضهم بعضا. وقد جرت العادة في هذه الكورة أن كل رجل أحب فتاة ما، يتعلق بها ويحتفظ بها لمدة ثلاثة أيام، وحين يرغب فيها يرسل أحدا إلى والدها يزوجه إياها.
وفي أطرافها عيون ماء يجتمع عندها أغلب أهل هذه النواحى عدة مرات فى السنة بزينتهم فيشربون النبيذ ويغنون ويرقصون ويطلبون حاجاتهم إلى الله ويرون ذلك كالعبادة، وحين يطلبون هطول المطر فإنه يهطل.
مدينة صغيرة من هذه الكورة أيضا، يرتفع منها بكثرة الحديد والسّرمق «4» والرصاص.
كورة خاصة بالديلم الذين يكونون بهذه البلاد، بين طبرستان والجبال وجيلان وبحر الخزر. وأهلها قسمان: قسم مقيم على ساحل البحر، والآخر مقيم بين الجبال والصخور، وهناك قسم ثالث بين هذين الاثنين.