وروى أيضا أنّه صلى الله عليه وسلم ودّع آخر فقال له: «أوصيك بتقوى الله، والتّكبير على كلّ شرف» ، فلمّا ولّى قال: «اللهمّ اطو له البعد، وهوّن عليه السّفر» ، قال التّرمذيّ: حديث حسن (?) .
وثبت أنّه صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا، ثمّ قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ.
وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ [سورة الزّخرف 43/ 13- 14] ، اللهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهمّ هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنّا بعده. اللهمّ أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل والمال والولد. اللهمّ إنّا نعوذ بك من وعثاء السّفر- أي: شدّته- وكابة المنظر- أي: تغيّره- وسوء المنقلب- أي: المرجع- في المال والأهل والولد» .
وإذا رجع قالهنّ، وزاد فيهنّ: «آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربّنا حامدون» ، رواه مسلم (?) ، وأبو داود وزاد:
وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثّنايا كبّروا، وإذا هبطوا سبّحوا (?) .
قال العلماء: والحكمة: الإشارة إلى أنّ له سبحانه الشّرف على كلّ شرف، وأنّه منزّه عن الخفض، جلّ وعلا.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «أمان لأمّتي من الغرق، إذا ركبوا البحر أن يقولوا: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ