وينعق بها من عندهم (?) .
وكان المشركون قبل خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من داره قد قعدوا له على بابه تلك اللّيلة، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه: «نم على فراشي، وتسجّ ببردي الحضرميّ الأخضر فنم فيه، فإنّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم» (?) /.
وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده حفنة من التّراب، وهو يتلو فيها صدر سورة (يس) إلى قوله تعالى: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [سورة يس 36/ 9] .
فأعمى الله أبصارهم عنه، وجعل ينثر على رؤوسهم التّراب، فأتاهم آت، فقال: ما تنتظرون؟ قالوا: محمّدا، قال: خيّبكم الله!! والله لقد خرج عليكم محمّد وما ترك رجلا منكم إلّا وقد وضع على رأسه ترابا، فتفقّدوا رؤوسهم فوجدوا التّراب عليها كما قال.
ثمّ نظروا إلى الفراش فوجدوا عليّا مسجّى بالبرد، فبقوا متحيّرين، وفتر حرصهم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
فلمّا علموا بخروجهم وقعوا في الأسف، فطلبوهم بأشدّ وجوه الطّلب، وأخذوا على الطّرقات بالرّصد، وجعلوا دية كلّ واحد منهما لمن أسره أو قتله (?) .
ومرّوا على (غارهما) ، فأعمى الله أبصارهم عنهما، وألهم الله العنكبوت فنسجت على فم (الغار) ، وحمامتين فعشّشتا