وفي السّنة الرّابعة عشرة/: كانت حرب الفجار- بكسر الفاء وجيم- بين قريش وهوازن، وسمّيت بذلك لوقوعها في الشّهر الحرام، وتطاولت الحرب بينهم، وكانت الدّائرة لهوازن على قريش، حتّى شهدها صلى الله عليه وسلم يوما مع قومه، فانقلبت الدّائرة لهم على هوازن.
ثمّ عقدت قريش حلف الفضول لنصرة المظلوم (?) ، فشهدهم صلى الله عليه وسلم. وكان سببه أنّ رجلا قدم (مكّة) بمتاع، فابتاعه منه العاص بن وائل السّهميّ، وظلمه الثّمن، فشكاه، فلم ينصفه أحد، فأوفى على جبل أبي قبيس وأنشد بأعلى صوته، [من البسيط] (?) :
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكّة نائي الدّار والنّفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته ... يا للرّجال وبين الحجر والحجر
فقال الزّبير بن عبد المطّلب بن هاشم: والله لا صبر لي على هذا الأمر، فجمع بني عبد مناف وبني زهرة وبني أسد وتيما في دار عبد الله ابن جدعان التّيميّ، وقد صنع لهم ابن جدعان طعاما، فتحالفوا ليكوننّ عونا للمظلوم على الظّالم، ثمّ أتوا العاص بن وائل فانتزعوا سلعة الرّجل منه قهرا.
وفي الحديث أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «شهدت مع عمومتي في دار ابن جدعان من حلف الفضول ما لو دعيت إليه اليوم لأجبت» (?) .
وفي السّنة الخامسة والعشرين: خرج صلى الله عليه وسلم مع ميسرة غلام