وَإِنَّمَا كسروا الْهمزَة لمجيء الْيَاء وَتركُوا النُّون على حَالهَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ونأى بِفَتْح النُّون والهمزة على وزن ونعا قَالُوا لِأَن الْيَاء انقلبت ألفا فَلَا أصل لَهَا فِي الإمالة
{كَذَلِك يوحي إِلَيْك وَإِلَى الَّذين من قبلك الله الْعَزِيز الْحَكِيم}
قَرَأَ ابْن كثير {كَذَلِك يوحي إِلَيْك} بِفَتْح الْحَاء على مَا لم يسم فَاعله وَقَرَأَ الْبَاقُونَ يوحي بِكَسْر الْحَاء
من قَالَ {يُوحى} بِالْفَتْح بني الْفِعْل للْمَفْعُول بِهِ احْتمل أَمريْن جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن حم عسق قد أوحيت لى كل نَبِي قبل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعلى هَذَا يجوز أَن يكون {يُوحى} إِلَيْك السُّورَة كَمَا أُوحِي إِلَى الَّذين من قبلك وَيجوز أَن يكون الْجَار وَالْمَجْرُور يقومان مقَام الْفَاعِل وَقَوله {الله الْعَزِيز الْحَكِيم} مُبين للْفَاعِل كَقَوْلِه {يسبح لَهُ فِيهَا} ثمَّ قَالَ {رجال} كَأَنَّهُ قيل من يسبح لَهُ فَقيل يسبح لَهُ رجال
فَأَما من قَرَأَ {يُوحى} بِكَسْر الْحَاء فَإِن اسْم الله يرْتَفع بِفِعْلِهِ وَهُوَ {يُوحى} وَمَا بعده يرْتَفع بِالْوَصْفِ وحجتهم فِي بِنَاء الْفِعْل للْفَاعِل