من الْكَلَام وَالْعرب قد تسند الْأَفْعَال كثيرا إِلَى مَا لَا فعل لَهُ فِي الْحَقِيقَة إِذا كَانَ الْفِعْل يَقع فِيهِ فَيَقُولُونَ ليل نَائِم لِأَن النّوم فِيهِ يكون كَمَا قَالَ جلّ وَعز {كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف} فالعصوف للريح فَجعله من صفة الْيَوْم لكَونه فِيهِ وَهَذَا وَاضح عِنْد أهل الْعَرَبيَّة
قَرَأَ ابْن عَامر وَأَبُو بكر {يسبح لَهُ فِيهَا} بِفَتْح الْبَاء على مَا لم يسم فَاعله وَقَامَ الْجَار وَالْمَجْرُور مقَام الْفَاعِل ثمَّ فسر من يسبح فَقَالَ {رجال} أَي يسبح لَهُ رجال فَهَذَا الْمُضمر دلّ عَلَيْهِ قَوْله {يسبح لَهُ} لِأَنَّهُ إِذا قَالَ يسبح دلّ على فَاعل التَّسْبِيح فَيكون رفع {رجال} هَا هُنَا على تَفْسِير مَا لم يسم فَاعله وَيجوز أَن يكون الْكَلَام قد تمّ عِنْد قَوْله {وَالْآصَال} ثمَّ يَقُول {رجال لَا تُلْهِيهِمْ} على الِابْتِدَاء وَالْأول بإضمار فعل وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {يسبح} بِكَسْر الْبَاء و {رجال} رفع بفعلهم
قَرَأَ ابْن كثير فِي رِوَايَة القواس {سَحَاب} منونا {ظلمات}