وحجته قَوْله {لقد أبلغتكم رسالات رَبِّي} فَرد أَبُو عَمْرو مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {أبلغكم} بِالتَّشْدِيدِ وحجتهم قَوْله تبَارك وَتَعَالَى {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك} وَقَالَ {الَّذين يبلغون رسالات الله} وهما لُغَتَانِ مثل عظمت الْأَمر وأعظمته
قَرَأَ ابْن عَامر فِي قصَّة صَالح / وَقَالَ الْمَلأ الَّذين استكبروا من قومه / بِزِيَادَة وَاو كَذَلِك فِي مصاحفهم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْر الْوَاو فَمن قَرَأَ بِالْوَاو عطفه على مَا قبله وَمن قَرَأَ بِغَيْر الْوَاو ابْتَدَأَ بِغَيْر عطف
قَرَأَ نَافِع وَحَفْص {إِنَّكُم لتأتون الرِّجَال} بِكَسْر الْألف على الْخَبَر
وقرا ابو عَمْرو / ءاينكم / بهمز ثمَّ بِمد بعد الْهَمْز أصل الْكَلِمَة إِنَّكُم ثمَّ دخلت همزَة الِاسْتِفْهَام وَصَارَ أئنكم فاستثقل الْجمع بَين الهمزتين فَأدْخل بَينهمَا ألفا ليبعد الْمثل عَن الْمثل وَيَزُول الِاجْتِمَاع فيخف اللَّفْظ فَصَارَ ءائنكم ثمَّ لين الثَّانِيَة فَصَارَ ءاينكم وحجته أَن الْعَرَب تستثقل الْهمزَة الْوَاحِدَة فتخففها فِي أخف أحوالها وَهِي سَاكِنة نَحْو كأس وبأس وَتَقَلُّبهَا ألفا فَإِذا كَانَت تخففها وَهِي وَحدهَا فَأن تخففها وَمَعَهَا مثلهَا أولى