وهو ما عناه الكاتب الروسي سرجس نيلوس من اقتحام الأفعى للآستانة في طريقها إلى فلسطين1.
ثم تأكَّد ذلك بإقصاء السلطان عبد الحميد الذي رفض عرض اليهود2, ثم بالقضاء على الخلافة نفسها التي ما كان يمكن أن تسلِّم بقيام وطن يهودي وسط وطنها.
واستمرَّت محاولات إقصاء الإسلام عن المعركة بتكوين الجامعة العربية "بدلًا من الجامعة الإسلامية" بفكر وزير الخارجية الإنجليزي, وقبل تمام الكارثة بثلاث سنوات, ويحمّل الجامعة العربية لواء الجهاد من أجل فلسطين, ثم تخدير بقية العالم عن النهوض للمعركة.
وزاد إقصاء الإسلام عن المعركة بدخول جيوش سبع دول عربية إلى المعركة, فما حاجة بقية المسلمين للجهاد وقد تولَّته جيوش سبعة فيها أبطال ومغاوير.
وحين دخل عنصر إسلامي شعبي إلى معركة فلسطين، وحين صرَّح إمامهم الشهيد بإعلان التعبئة الدينية للجهاد في فلسطين, وعزمه دخولها في عشرة آلاف مقاتل فدائي.
وحين ذاق اليهود بأس أولئك المسلمين بما شهدوا هم به, وبما شهد به قادة الجيش المصري أمام القضاء المصري.