وفي الخامس عشر من صفر 609هـ "1212م" دارت آخر معركة بين قوات الموحِّدين وقوات قشتالة يقودها ألفنسو الثامن، فيهوي عَلَم الموحدين, ويرتفع عَلَمُ الصليبيين، ويذوق المسلمون الإبادة والنفي والهوان، حتى تستأصَلَ شأفتهم في فردوسهم المفقود.

وما يجدون, بل ما يجيدون بعدها غير البكاء على الأطلال:

تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ... كما بكى لفراق الإلف هيمان1

على ديار من الإسلام خالية ... قد أقفرت ولها بالكفر عمران

حيث المساجد قد صارت كنائس مـ ... ـا فيهنّ إلّا نواقيس وصلبان

حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ... حتى المنابر ترثى وهي عيدان

أعندكم نبأ من أهل أندلس ... فقد سرى بحديث القوم ركبان

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ... أسرى وقتلى فما يهتز إنسان

ماذا التقاطع في الإسلام بينكم ... وأنتم -يا عباد الله- إخوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015