وما كان ليضيِّعَ تلك الجهود بالسماح مرة أخرى بقيام دولة الإسلام؛ لأنها إن قامت داخل حدودها، فإنهم يعلمون أن المارد لن يظلَّ طويلًا داخل القمقم، ومن ثَمَّ فإنهم يحاربون أيَّ قيام لدولة الإسلام.

ويحرِّمون ويحاربون أية خطوات تؤدي إلى ذلك، ولو كانت في صورة تضامن أو جامعة إسلامية، أو تطبيق جدّي للشريعة الإسلامية، أو جماعة يتعاظم أمرها وتنذر بقيام دولة إسلامية1.

والبعد عن النظام الإسلامي يتخذ صورًا عديدة:

1- صورة عدم التطبيق للشريعة الإسلامية، أو صورة التطبيق الجزئي لها, والصورة الأولى قد يُكْتَفَى معها بشعار العلم والإيمان, أو غيره من الشعارات الإسلامية, والصورة الثانية قد يُكْتَفَى معها بالتطبيق في مجال الأحوال الشخصية, أوفي بعض الحدود التي يجري فيها التطبيق على الضعيف دون الشريف، مع ترك التعليم والإعلام والمجتمع بعيدًا عن عقيدة الإسلام وخلقه وسائر تعاليمه وأحكامه.

2- صورة البعد بالأمَّة عن أن تكون أمة الإسلام:

في وحدتها {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة} .

أو في استمساكها {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ومن ثَمَّ رأينا الفرق أو المزق تزعم لنفسها الشرعية, وتدَّعي لنفسها الإسلام.

3- صورة البعد بالسلطة عن شرعية الإسلام.

وأهمها رضا المسلمين بها أيًّا كانت صورة الرضا.

وقبلها إقامتها لشريعة الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015