وفي المرحلة الأخيرة يتهذّب الإخراج من الإسلام إلى الإبعاد عن الإسلام، ثم يتهذَّب الأخير تحت أسماء "التمدين" و"التحضُّر" والتغيير الاجتماعي.
ولئن كانت الصيغة التي يمارسها الفكر الصليبي الآن في منطقة الإسلام تهذّب وتنظيم وتتستُّر بشعارات عديدة, تحمل معاني التحضر والتمدن والتغيير الاجتماعي, فإن ذلك هو الأغلب الأعم.
لكن ذلك لم يمنع من استمرار ممارسة التبشير؛ كإخراجٍ من الإسلام وإدخالٍ في المسيحية، ولا تزال مناطق إسلامية تعاني ضراوة التبشير الذي يتَّخذ أسلحة العلم كلها مسخّرة في خدمة تحطيم العقيدة الإسلامية, ونقل المسلمين إلى النصرانية، كما يستخدم فيها أسلحة المال, يجري بغير حساب إغراءً لضعاف النفوس, واستغلالًا للفقر والفاقة التي مُنِيَت بها بعض مناطق المسلمين1.
كذلك وعلى ما سنشير، فإن أنظمة الحكم القائمة في أكثر البلاد الإسلامية متواطئة مع الصهيونية الصليبية في حلفها الجديد، مسخرة أجهزة الحكم -ثمنًا لما تجلس عليه من كراسي- لخدمة أغراض التهويد والتنصير, أو للتمهيد لها.
كذلك فإن الجيوش الوطنية تقوم بدور الحارس لتلك الأنظمة, فيما تنفذ