2- الفكر الغربي الصليبي في الشرق الإسلامي:

لا جرم أنَّ انتشار الإسلام قد هدَّد نفوذ المسيحية، بل بدَّد سلطانها في كثير من الأماكن، وتساطقت الإمبراطورية الرومانية أمام الزحف الإسلامي، وسقطت القسطنطينية, ومن بعدها معاقل كثيرة, حتى طرقت جيوش الفتح الإسلامي أبواب فينا في قلب أوربا, وحمل ذلك الغرب على الحقد على الإسلام، وأجَّجت اليهودية ومؤسساتها ونواديها الحقد بين النصارى والمسلمين، حتى اندلعت الحروب الصليبية.

وبدأ مع الحروب الصليبية الغزو الفكري للشرق الإسلامي؛ فقام المستشرقون بحملات التشكيك في العقيدة الإسلامية, وفي المصادر الإسلامية الأولى: القرآن والسنة، زاعمين أنها من وضع محمد عليه الصلاة والسلام, فعلوا ذلك إمَّا عن سوء نية نيلًا من الإسلام, أو عن جهل بلإسلام راجع إلى عدم القدرة على فهم لغة القرآن واستيعاب مصطلحات العلوم الشرعية.

ونشرت كتب المستشرقين في الشرق الإسلامي مترجمة, وحملها تلاميذهم الذين تلقَّوا على أيديهم السموم في أوربا خلال البعثات التعليمية, حملوها في عقولهم لينقلوها إلى الشرق الإسلامي على أنَّها حقائق علمية يضمِّنونها محاضراتهم وكتبهم وأحاديثهم.

وحمل التبشير بعد الاستشراق ومع الاستشراق سموم الحقد على الإسلام؛ ليحاول كذلك تشكيك المسلمين في عقائدهم هدمًا لها، ونقلًا لأصحابها من الإسلام إلى المسيحية.

ثم في مرحلة متأخرة إخراجًا للمسلمين من الإسلام دون إدخالهم إلى المسيحية, فهو يؤدي نفس النتيجة المرجوَّة. 1

طور بواسطة نورين ميديا © 2015