...
الباب الأول: واقع العالم الإسلامي
الفصل الأول: الواقع الفكري للعالم الإسلامي
تقدمة:
قد يتداخل الحديثي عن الواقع الفكري مع الحديث عن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي, باعتبار تفاعل هذه العناصر وتأثيرها المتبادل, لكننا نحاول بقدر الإمكان أن نستخلص هذا العنصر من بين تلك العناصر, محيلين إليها عند لزوم التفصيل إن شاء الله.
بيد أننا نقدِّم هذا العنصر على غيره من العناصر باعتبار أن أهمية الفكر من الأمة كأهمية الرأس من الجسد.
ولئن كانت العقيدة مكان القلب من الجسد, فإن السبيل الرئيسي إليها هو الفكر, ولذا كان عنصرا الإيمان: العلم والعمل، علم القلب وعمله, والعلم سبيله الفكر.
ولسوف تؤخر الحديث عن العقيدة إلى الحديث عن الواقع الاجتماعي باعتبار التناسق وليس الأهمية.
والنظرة المتعمقة إلى الواقع الفكري للأمة الإسلامية تؤدي إلى القول بأنَّ الأمة التي كان فكرها مستمدًّا ومصطبغًا بعقيدة التوحيد وشريعة القرآن، لم يعد فكرها كذلك.
والنظرة المتعمقة كذلك تؤدي إلى القول بأن الأفعى اليهودية التي أحنت أو أخفت رأسها حينًا، قد عادت فأطلَّت برأسها شيئًا فشيئًا, ثم راحت تنفث سمومها، سموم الفساد، وتشعل أو تؤجج نيران الفتن، ولا تزال تفعل حتى اليوم.