قدّم رعاية للسجع، والبيان: المنطق الفصيح المعرب عما فى الضمير.

(والصلاة والسّلام ...

===

القلوب حتى لا يجوز الاقتصار على أحد مفعوليه، وكيف وقد وقع الاقتصار عليه فى قوله تعالى: لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا (?).

(قوله: قدّم رعاية للسجع) ظاهره أن رعاية السجع لا تتأتى إلا بتقديم ذلك البيان مع أنه يمكن مراعاة السجع بدون تقديم له بأن يقال: وما لم نعلم من البيان علم، وأجيب بأن مراد الشارح: قدم ذلك على المبين فقط بعد ذكر العامل فى مرتبته، ولا شك أن الرعاية المذكورة لا تحصل مع ذكر العامل فى مرتبته إلا بذلك التقديم، وأما ما أجاب به العلامة القاسمي (?) من أنه يلزم من تأخير" علم" تقديم معمول الصلة عليها؛ لأن" علم" معطوف على" أنعم" الذى هو صلة ل" ما"، " وما لم نعلم" مفعوله، وذلك لا يجوز مردود؛ لان الممنوع تقديم معمول الصلة على الموصول نحو: " جاء زيدا الذى ضرب"، وأما تقديمه على الصلة وحدها نحو: " جاء الذى زيدا ضرب" فلم يمنعه أحد.

(قوله: المنطق) أى: المنطوق به، " والفصيح" بمعنى الظاهر الذى لا يلتبس بعضه ببعض كما فى ألحان الطيور، وليس المراد بالفصيح الخالص من اللكنة؛ لأن المراد بالبيان هنا ما يتميز به نوع الإنسان، وربما لا يكون فصيحا بالمعنى المذكور.

(قوله: المعرب عما فى الضمير) أى: المظهر له بدلالات وضعية إما من الله أو من أهل اللغة على ما بين فى موضعه.

(قوله: والصلاة والسّلام ... إلخ) الظاهر أن هذه الجملة إنشائية؛ لأن المقصود منها الدعاء له صلّى الله عليه وسلّم، ويدل لذلك ما ورد: كيف نصلى عليك؟ فقال: " قولوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015