قول الشاعر (طحا) (?) أى: ذهب (بك قلب فى الحسان طروب) ومعنى طروب فى الحسان: أن له طروبا فى طلب الحسان ...

===

المأمور به؛ لأن من يربيك يستحق العبادة وفيه إزالة الاحتمال أيضا؛ لأن قوله إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ليس صريحا فى إفادة الإعطاء من الله وأيضا كلمة إنا تحتمل الجمع كما تحتمل الواحد المعظم نفسه فلما التفت بقوله فَصَلِّ لِرَبِّكَ زال هذان الاحتمالان.

اه. فنارى

(قوله: قول الشاعر) هو علقمة بن عبدة العجلى من قصيدة يمدح بها الحارث بن جبلة الغسانى وكان أسر أخاه فسافر إليه يطلب فكه، وبعد البيتين (?):

ممنعة ما يستطاع كلامها ... على بابها من أن تزار رقيب

إذا غاب عنها البعل لم تفش سرّه ... وترضى إياب البعل حين يئوب

فإن تسألونى بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب

إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله ... فليس له فى ودّهنّ نصيب

(قوله: أى ذهب بك) الباء للتعدية على ذهبت بزيد أى: أذهبك وأتلفك قلب طروب فى طلب الحسان والكاف مفتوحة وإن كانت لخطاب النفس باعتبار أن نفسه المخاطبة ذاته وشخصه ومقتضى الظاهر أن يقول طحا بى ففيه التفات عند السكاكى وفى الأطول جواز فتح الكاف وكسرها.

(قوله: أن له طربا فى طلب الحسان) أى: وفى طلب وصالهن وأشار الشارح بذلك إلى أن قوله فى الحسان متعلق بطروب وأن فى الكلام حذف مضاف لا متعلق بطحا وحينئذ فتقديم المعمول لإفادة الحصر وقوله طروب صفة لقلب والطرب خفة تعترى الإنسان لشدة سرور أو حزن أى: أذهبنى وأتلفنى قلب موصوف بأن له طربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015