جمع أشيب وهو حال من الأبرار ثم انتقل من هذا الكلام إلى ما يلائمه فقال (كل يوم تبدى) أى تظهر (صروف الليالى، خلقا من أبى سعيد غريبا) ثم كون الاقتضاب مذهب العرب والمخضرمين أى دأبهم وطريقتهم لا ينافى أن يسلكه الإسلاميون ويتبعوهم فى ذلك لأن البيتين المذكورين لأبى تمام وهو من الشعراء الإسلامية فى الدولة العباسية، وهذا المعنى مع وضوحه قد خفى على بعضهم حتى اعترض على المصنف بأن أبا تمام لم يدرك الجاهلية فكيف يكون من المخضرمين؟ ! .
(ومنه) أى من الاقتضاب (ما يقرب من التخلص) فى أنه يشوبه شىء من المناسبة (كقولك ...
===
أن الأبرار يجاورنه على أحسن حال؛ ولأن الجنة دار الخير والكرامة
(قوله: جمع أشيب) أى: بمعنى شائب
(قوله: ثم انتقل من هذا الكلام) أى المفيد لذم الشبب
(قوله: إلى ما لا يلائمه) أى: إلى مقصود لا يلائمه وهو مدح أبى سعيد بأنه تبدى أى: تظهر الليالى منه خلقا وطبائع غريبة لا يوجد لها نظير من أمثاله ومعلوم أنه لا مناسبة بين ذم الشيب ومدح أبى سعيد، وقد يقال: لا يتعين كون هذا من الاقتضاب؛ لأن أول كلامه يذم الشيب ويحتمل أن أبا سعيد كان شائبا فيكون مناسبا لأول الكلام فكأنه قال: ولا بأس بابتلاء أبى سعيد بالشيب الذى لا خير فيه لإبداء صروف الليالى خلقا غريبا منه، ورد بأن اللفظ لا يشعر بالمناسبة، إذ ليس فى البيت الثانى ذكر الشيب. نعم لو ذكر فيه الشيب بأن قيل مثلا: وأبو سعيد أشيب فلا يبقى فيه خير لأمكن أن يقال ما ذكر، تأمل
(قوله: صروف الليالى) أى: حوادثها (وقوله: خلقا) أى: طبيعة حسنة (وقوله: غريبا) صفة لخلق
(قوله: من الشعراء الإسلامية) المراد بهم من كان غير مخضرم وكان موجودا زمن الإسلام ولو كافرا كجرير والفرزدق وأبى تمام والسموأل
(قوله: وهذا المعنى) أى:
قوله ثم كون الاقتضاب إلخ
(قوله: فكيف يكون من المخضرمين) فلا يصح أن يكون من المخضرمين وظاهر كلام المصنف أنه منهم
(قوله: أى من الاقتضاب) أى: الذى هو الإتيان بالمقصود بلا ربط ومناسبة بينه وبين ما شيب به الكلام (وقوله: ما يقرب من