وإنما ينبغى أن يتأنق فى التخلص لأن السامع يكون مترقبا للانتقال من الافتتاح إلى المقصود كيف يكون؛ فإن كان حسنا متلائم الطرفين حرك من نشاطه وأعان على إصغاء ما بعده وإلا فبالعكس فالتخلص الحسن (كقوله: (?) يقول ...
===
أى: وليس المراد به معناه العرفى؛ لأن التخلص فى العرف هو الانتقال إلخ فلو كان مراد المصنف بالتخلص التخلص الاصطلاحى لزم التكرار فى كلامه؛ لأن قوله: مما شبب الكلام به إلى المقصود مع رعاية الملاءمة من جملة مدلوله.
(قوله: وإنما ينبغى أن يتأنق فى التخلص) أى: فى الانتقال للمقصود
(قوله: لأن السامع يكون مترقبا إلخ) أى: أن السامع إذا كان أهلا للاستماع لكونه من العارفين بمحاسن الكلام يكون مترقبا إلخ
(قوله: كيف يكون) أى: على أى حالة يكون ذلك الانتقال
(قوله: فإن كان حسنا) أى: فإن كان ذلك الانتقال حسنا (وقوله: متلائم الطرفين) أى: متناسب الطرفين أعنى المنتقل منه وهو ما افتتح به الكلام، والمنتقل إليه وهو المقصود، وهذا بيان لكونه حسنا (وقوله: حرك ذلك) أى الانتقال (وقوله: من نشاطه) من: زائدة
(قوله: وأعان على إصغاء ما بعده) أى: وأعانه ذلك الحسن على إصغائه واستماعه لما بعده وهذا بيان لتحريك نشاطه
(قوله: وإلا فبالعكس) أى: وإلا يكن الافتتاح حسنا لعدم وجود المناسبة عدوهم السامع الشاعر أنه ليس أهلا لأن يسمع فلا يصغى إليه ولو أتى بما هو حسن بعده، واعلم أن التخلص قليل فى كلام المتقدمين وأكثر انتقالاتهم من قبيل الاقتضاب، وأما المتأخرون فقد لهجوا به لما فيه من الحسن والدلالة على براعة المتكلم، والمراد بالمتقدمين شعراء الجاهلية والمخضرمين، والمراد بالمتأخرين الشعراء الإسلاميون الذين لم يدركوا الجاهلية قال فى الأطول: ثم إن التأنق فى التخلص ليس مبنيّا على عدم صحة الاقتضاب وليس دائرا على مذهب المتأخرين كما يكاد يتقرر فى الوهم القاصر، بل مع حسن الاقتضاب إذا عدل عنه إلى التخلص ينبغى أن يتأنق فيه
(قوله: كقوله) أى: الشاعر وهو أبو تمام فى مدح عبد الله بن