(ويسمى) كون الابتداء مناسبا للمقصود (براعة الاستهلال) من برع الرجل إذا فاق أصحابه فى العلم أو غيره (كقوله فى التهنئة:
بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا ... وكوكب المجد فى أفق العلا صعدا (?)
===
وضوح الإشارة بل ولو كانت خفية فإذا سيق الكلام مثلا لبيان علم من العلوم كالفقه فيشتمل ابتداؤه على ما يشعر به مثل أفعال المكلفين وأحكامها، وإذا سيق الكلام لمدح النبى صلّى الله عليه وسلّم لاشتمل ابتداؤه على ذى سلم وكاظمه نحو ذلك من محلاته وأراضى بلده
(قوله: ويسمى كون الابتداء) أى: كون الكلام المبتدأ به مناسبا للمقصود براعة الاستهلال وظاهره أن براعة الاستهلال اسم للكون المذكور والأولى أن يقول: ويسمى الابتداء المناسب للمقصود براعة الاستهلال كما فى الأطول وقرر شيخنا العدوى أن براعة الاستهلال تطلق على كل من الأمرين
(قوله: من برع الرجل) بضم الراء وفتحها فهو من باب ظرف وخضع
(قوله: إذا أفاق أصحابه) أى: فالبراعة معناها الفوقان، والاستهلال فى الأصل عبارة عن أول ظهور الهلال، ثم نقل لأول كل شىء، وفى الأطول: الاستهلال هو أول صوت الصبى حين الولادة وأول المطر، ثم استعمل لأول كل شىء، وحينئذ فمعنى قولهم للابتداء المناسب للمقصود براعة استهلال استهلال بارع أى:
أول وابتداء فائق لغيره من الابتداءات أى: التى ليست مشعرة بالمقصود
(قوله: فى التهنئة) بالهمزة وهى إيجاد كلام يزيد سرورا بشىء مفروح به.
(قوله: يهنئ الصاحب) أى: ابن عباد أستاذ الشيخ عبد القاهر
(قوله: بشرى فقد أنجز الإقبال إلخ) إنما كان هذا من البراعة؛ لأنه يشعر بأن ثم أمرا مسرورا به وأنه أمر حدث وهو رفيع فى نفسه يهنأ به ويبشر من سرّ به ففيه إيماء إلى التهنئة والبشرى التى هى المقصود من القصيدة
(قوله: وكوكب المجد إلخ) يحتمل أن المراد بالكوكب المولود فإنه كوكب سماء المجد جعل المجد كالسماء فأثبت له كوكبا هو المولود، ويحتمل أنه أراد بكوكب المجد ما يعرف به طالع المجد أى: أن هذا المولود ظهر به وعلم به طالع