ومخالفة العرف ونحو ذلك.

(أحدها الابتداء) لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان عذبا حسن السبك صحيح المعنى أقبل السامع على الكلام فوعى جميعه وإلا أعرض عنه وإن كان الباقى فى غاية الحسن فالابتداء الحسن فى تذكار الأحبة والمنازل (كقوله:

قفا نبك من ذكرى حيبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدّخول فحومل (?)

السّقط منقطع الرمل حيث يدق واللوى رمل معوج ملتو والدّخول وحومل موضعان، ...

===

من الابتذال أى الظهور بأن يكون ذلك المعنى له غاية الظهور يعرفه كل أحد

(قوله: ومخالفة العرف) أى: وسلامة المعنى من مخالفة العرف؛ لأن مخالفة العرف البليغى كالغرابة المخلة بالفصاحة، أو هى نفسها

(قوله: ونحو ذلك) أى: كالسلامة من عدم المطابقة لمقتضى حال المخاطب

(قوله: لأنه) أى: الابتداء بمعنى المبتدأ به (وقوله: يقرع) بمعنى يصيب وقرع من باب نفع كما فى المصباح

(قوله: فإن كان عذبا) الأولى التعبير بأفعل التفضيل ليلائم ما مرّ أى: فإن كان أعذب من غيره

(قوله: أقبل السامع على الكلام فوعى) أى: حفظ جميعه لانسياق النفس إليه ورغبتها فيه من حسنه الأول واستصحابها للذة المساق السابق

(قوله: وإلا أعرض عنه) أى: وإلا يكن الابتداء عذبا حسن السبك صحيح المعنى أعرض عنه السامع لقبحه

(قوله: فالابتداء الحسن) هذا مبتدأ خبره قوله كقوله (وقوله: فى تذكار الأحبة والمنازل) حال وليس خبرا؛ لأن الابتداء الحسن ليس خاصّا بما ذكر، بل يكون فى الغزل وفى وصف أيام البعاد بين الأحبة وفى استجلاب المودة وفى التورك على الدهر وعلى النفس وفى المدح وغير ذلك

(قوله: قفا نبك إلخ) خطاب لواحد كما جرت به عادة العرب من خطاب الواحد بخطاب الاثنين أو أن الفعل مؤكد بالحقيقة قلبت النون ألفا إجراء للوصل مجرى الوقف، (وقوله: من ذكرى حبيب) أى: من أجل تذكر حبيب فاسم المصدر بمعنى المصدر، (وقوله: بسقط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015