والمناسبة بالتضاد أن يكون كلّ منهما مقابلا للآخر، وبهذا القيد يخرج الطباق، وذلك قد يكون بالجمع بين أمرين (نحو: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (?) جمع بين أمرين (و) نحو (قوله) (?) فى صفة الإبل: (كالقسىّ) جمع: قوس (المعطفات) المنحنيات ...
===
من واد واحد لصحبته فى إدراكه، أو لمناسبته فى شكل، أو لترتب بعض على بعض، أو ما أشبه شيئا من ذلك.
(قوله: والمناسبة بالتضاد إلخ) هذا يشعر بأن المتضادين متناسبان وهو كذلك من جهة أن الضد أقرب خطورا بالبال عند ذكر ضده
(قوله: مقابلا للآخر) أى: منافيا له
(قوله: وبهذا القيد) أعنى: قوله: لا بالتضاد يخرج الطباق؛ لأنه جمع بين أمرين متضادين وقد تقدم أن المراد بالتضاد مطلق التقابل والتنافى فى الجمع، ولما كان فى هذا الجمع رعاية الشىء مع نظيره بشبه أو مناسبة سمى مراعاة النظير
(قوله: وذلك) أى:
الجمع بين أمر وما يناسبه لا بالتضاد قد يكون أى: قد يتحقق بسبب الجمع بين أمرين
(قوله: بِحُسْبانٍ) أى: يجريان فى بروجهما بحسبان معلوم المقدار لا يزيدان عليه ولا ينقصان عنه، فالشمس تقطع الفلك فى سنة والقمر يقطعه فى شهر فهو أسرع منها سيرا ذلك تقدير العزيز العليم
(قوله: جمع بين أمرين) أى: وهما الشمس والقمر ولا يخفى تناسبهما من حيث تقارنهما فى الخيال لكون كل منهما جسما نورانيّا سماويّا، ثم إنه لا حاجة لقوله: جمع بين أمرين مع قوله: قد يكون بالجمع بين أمرين فهو تأكيد له
(قوله: ونحو قوله) أى: البحترى، (وقوله: فى صفة الإبل) أى: المهزولة
(قوله: كالقسىّ) جمع قوس (وقوله: المعطفات) أى: المنحنيات؛ لأنه مأخوذ من عطّف العود بتشديد الطاء وعطفه بتخفيفها حناه ووصف القوس بالتعطيف من باب الوصف الكاشف أو المؤكد، إذ لا يكون القوس إلا كذلك، فإن قلت: إن قوسا بزنة فعل، وفعل يجمع على فعول:
كفلس يجمع على فلوس، فكان مقتضاه أن يقال فى جمع قوس قووس لا قسى، قلت: