لمالك رحمه الله كما في جامع البيان والتحصيل ولم أستطع توجيهه بوجه مقبول بل الذي يظهر أن الذبيح هو إسماعيل لحديث سكوته صلى الله عليه وسلم لمن قال له يا ابن الذبيحين ولأن التضحية بقيت من المناسك عند العرب ولما وقع في جامع المعيار عن بعض العلماء نسيت الآن اسمه أن الله قال فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحق يعقوب قلت: وجه الدليل منه أن الله تعالى أعلم ساره بأن سيكون لابنها إسحق ذرية وذلك ينافي حكمة الابتلاء بالذبح بعد لأن وعد الله لا يتخلف وأنا أزيد دليلين آخرين أحدهما لأن إسماعيل هو البكر باتفاق المؤرخين ولا شك أن الابتلاء بذبح الوحيد أشد من الابتلاء بذبح أحد ولدين. وثانيهما أن الله تعالى لما ذكر قصة الذبيح في سورة الصافات أعقبها بقوله وبشرناه بإسحاق وهذا صريح في أن الغلام المأمور بذبحه هو غير إسحق.
صيغ الجموع لم تعوف في كلام العرب مراداً بها المثنى وإنما يستعمل ضمير الجماعة للواحد تعظيماً نحو رب ارجعون وقوله "ألا فارحموني يا آله محمد" فلا صح عن مالك هنا إلا ما نقله القاضي عبد الوهاب وهو أحد أساطين مذهبه ومحققي فقهائه وفروع المذهب تشهد له فإن من اعترف بدراهم لزمته ثلاثة وقد أنكر الرهوني شارح مختصر ابن الحاجب نسبة ما قاله الباقلاني لمالك رحمه الله وأما حمله قوله تعالى فإن كان له إخوة فلامه السدس على الأخوين فلدليل مقابلته بقوله وله أخ وأخت وكذلك في الفرائض مهما قوبل الواحد بالجمع فالمراد بالجمع ما يشمل الاثنين.