الوزير أبو بكر بن عيسى الداني
المعروف بابن اللبانه
بهرت بدائعه، وظهرت روائعه، وطلع من جو الإحسان بدرا، وجل فيه قدرا، راقت ألفاظه ومعانيه،. . . كلامه ومبانيه، فجلا من التوشيح الرائق ما تلي سورا، واجتليت محاسنه صورا، وله شعر أجاده انتقاء وانتحالا، وأطلعه في وجه الزمان خالا، مع تآليف حبر تصنيفها، وأجاد تنظيمها وتكييفها، في أخبار بني عباد شهدت له بالوفاء، وقضت له من مراعاة الذمم بالاستقصاء والاستيفاء، وهاك من رائق توشيحه ما يشهد بسبقه، ويريك في جو الإبداع وميض برقه - فمن ذلك قوله:
على عيون العين ... رعي الدراري من شغف بالحب
وأستعذب العذاب ... والتذّ حاليْه من أسف وكرب
نجل العيون سقت ... نفوسنا كأس الرحيق
أحداقها احدقت ... بكل بستان أنيق
ووجنة شُقّقت ... عن سوسن وعن شقيق