أبو العباس أحمد بن عبد الله
ابن هريرة العبسي التطيلي الضرير
الكائن بأشبيلية رحمه الله عليه
أي آية أعجاز، وتطويل في البراعة وإيجاز، وألفاظ أرق من الهواء مقسم البدائع بالسواء، من اختراع الطرايق، والسبك الدبيع والمعنى الرائق، حتى صار توشيحه مثلا في سائر الناس، وشعره متقدم في شأو الإجادة سابق، ليس فيه لاحق، مع اختصاصه في أكثره لتواريخ الأمم، وتنبيهه على اكتساب المفاخر والهمم، وله أراجيز حبر أساليبها وأجرى في شأو الأعجاز أعاجيبها مع تقدم في سرعة الحفظ، يسبق به مسموع اللفظ، وهاك من توشيحه ما يرف نسيمه ويروقك ترصيعه وتقسيمه فمن ذلك قوله:
ضاحك عن جمان سافر عن بدر ... ضاق عنه الزمان وحواه صدري
آه مما أجد ... شفني ما أجد
قام بي وقعد ... باطش متئد
كلما قلت قد ... قال لي أين قد
وأثنى خوط بان ذا مهز نضر ... عابثته يدان للصبا والقطر