آية باهرة، ومعجزة ظاهرة، عرف إحسانه، وإصاب الغرض لسانه، بهرت أنوار أقسامه فاجتليت، وسطرت بدائع معانيه وتليت، مع تحقيق الآداب، واتساع في اللغات وحفظ الشعر والأنساب، مدح الدول والملوك، ونظم على أجيادهم تلك الدرر في السلوك، وله في الدولة اليوسفية مدائح لاختصاصه بأربابها وتعلقه بأسبابها، وهاك من توشيحه، أما تجتنيه، حين تجتليه، وتصطفيه، حين تقتفيه، فمن ذلك قوله:
طلعت من مباسم الزهر ... نزهة الأعين
وانثنت عن سلافة القطر ... أعطف الأغصن
يا صبا نبتها مع الفجر ... نفحة السوسن
بسلام الحبيب أقبلت فخذي مضمري ... ثم أن أي عليه سلّمت فاذكري واذكري
هو قلبي عليه مصدوع ... يتمنى الدرى
والذي من لماه ممنوع ... هو يروي الصدى
كل وصل عليه مخلوع ... لو هجرت العدا
كيف لي بالوصل سلمت صاحب المئزر ... نحوه من لعاطش النبت بالحيا الممطر