وأشد ما يبدو خبث هذا الشعوبي في عرضه - أحيانا - فواقرَه المقذعةَ بمنتهى الإتقان، حتى إذا ما رضي عن موقع سهامه ختمها بمثل هذا التعقيب التافه: (وهذا الخبر موضع ريب عند الثقات) بعد أن يكون قد أحكم طعنته الفاجعة، وحق فيه قول الشاعر:
قد قيل ما قيل إن صدقا وان كذبا ... فما احتيالك في قول وقد قيلا!
وقد ساعده على تسديد طعناته استتاره وراء طرائق المحدثين عند إيراده أخباره، فهو يمهد للخبر بإسناده إلى سلسلة من الرواة، بينهم ثقات من أولى العلم والفضل،