الشيخ العلامة محمد الخضري، بعد أن (حذف منه الأسانيد ومالم يُستحسن ذكره من الفحش والمخل بالأدب) كما تقول الهيئة نفسها – في ص 36 من التصدير- وليت الهيئة الفاضلة قد أتمت إحسانها على الطريقة نفسها التي سلكها الأستاذ الخضري في مختصره النظيف، فقدمته للقراء باسم (تهذيب الأغاني) بدلا من ذلك الركام الذي جمع بين اللاَليءِ والقمامة، وما كان أقدرها على هذا الخير وأحقها به!.
ولقد كان المتوقع أن يأخذ هذا المقال سبيله إلى النشر قبل أشهر، ولكن بعض الاخوة من أولي النهى رأى أنه لا يزال في الموضوع متسع لإضافات أخرى لا ينبغي أن تحجب عن قرائه الذين يهمهم الوقوف على المزيد من مؤامرات الحاقدين على الإسلام، لتكون الصورة في أذهانهم شاملة للسابقين منهم، الذين يستشرفونهم من خلال دسائس هذا الشعوبي، واللاحقين الذين يواجهون ملامحهم في ثنايا وسائل الإعلام المعاصرة في مختلف الألوان والشيات واللغات.
وعلى الرغم من مرهقات العمل ومثبطات الشيخوخة وجدتني مدفوعا للانسياق مع ذلك الرأي، فأخرت نشر ما كتبت ترقبا للفرصة التي تمكنني من تحقيقه
هذا ولقد هممت بأن أنتزع هذه الإضافات من مجموع أجزاء الأغاني الأربعة والعشرين بدءاً من أخبار خير القرون من سلف هذه الأمة ثم ما تتابع بعدها من الأجيال حتى أيام المؤلف. بيد أني لم ألبث أن عدلت عن ذلك الهمِّ بما تذكرت من أعبائه التي قد ينفد الأجل المقدور قبل استكمالها، فآثرت الوقوف على القليل من تلك الأخبار، ولكنه القليل الذي يغني عن سائرها بما يحمله من الدلائل على ما وراءه..
وطبيعي أن نبدأ هذه المضافات بتعريف مركَّز لشخصية الأصفهاني يساعد القارئ على استكشاف البعيد من أهدافه ومراميه من خلال (أغانيه) التي احتفظت بالخطوط الكبرى لثقافته الموسوعية.