وكان هذا النوع في مبدئه مستنكراً، ولكنّ المتأخرين ولعوا به، وقالوا منه كثيراً، فمن ذلك قول البهاء زهير:
وجاهل طال به عنائي لازمني وذاك من شقائي
أبغض للعين من الأقذاء أثقل من شماتة الأعداء
فهو إذا رأته عين الرائي أبو معاذ أو أخو الخنساء
(ب) «وجناس الإشارة» هو ما ذكر فيه أحد الركنين، واشير للآخر بما يدل عليه - وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به - نحو:
يا «حمزة» اسمح بوصلٍ وامُنن علينا بقُربِ
في ثغرِ: اسمك أضحى مصحّفاً وبقلبي
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين: وهو (حمزة) ، وأشار إلى الجناس فيه، بأن مصحَّفة، في ثغره، أي (خمرة) وفي قلبه، أي (جمرة) وبعد فاعلم أنه لا يستحسن الجناس، ولا يعدّ من أسباب الحسن، إلا إذا جاء عفواً، وسمح به الطبع من غير تكلف، حتى لا يكون من أسباب ضعف القول وانحطاطه، وتعرض قائله للسخرية والاستهزاء.
(2) التصحيف
التصحيف: هو التشابه في الخط بين كلمتين فأكثر: بحيث لو أزيل أو غيرت نقط كلمة، كانت عين الثانية، نحو التخلي، ثم التحلّي، ثم التَّجلّي.
(3) الازدواج
الازدواج: هو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: من جدّ وجدَ، ومن لج ولج.
(4) السجع
السجعُ: هو توافق الفاصلتين (?) في الحرف الأخير من (النثر) وأفضلهُ: ما تساوت فقره - وهو ثلاثة أقسام:
أولها - (السجع المطرف) وهو ما اختلفت فاصلتاه في الوزن، واتفقنا في التقفية، نحو قوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً) ، ونحو قوله تعالى «ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً»
ثانيها - (السجع المُرصَّع) : وهو ما اتفقت فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والتّقفية،