أتنشط للصبوح أبا علي ... على حكم المنى ورضى الصديق
بنهر للرياح عليه درعٌ ... تذهب بالغروب وبالشروق
إذا اصفرّت عليه الشمس صبّت ... على أمواجه ماء الخلوق
وجمرٌ شبّ في الأغصان حتى ... أضاع الماء في وهج الحريق
فدهم الخيل في ميدان تبرٍ ... يصاغ لها كراتٌ من عقيقِ
ونهر تمرح الأمواج فيه ... مراح الخيل في رهج الغبار
إذا اصفرت عليه الشمس خلنا ... نمير الماء يمزج بالعُقارِ
كأن الماء ارضٌ من لجين ... مغشاةٌ صفائح من نضار
وأشجار محملّة كؤوساً ... تضاحك في احمرارٍ واخضرارِ
نسب الرياض إلى الغمام شريف ... ومحلها عند النسيم لطيف
فاشرب وثقّل وزن جامك إنه ... يومٌ على قلب الزمان خفيف
أو ما ترى طور البروق توسّطت ... أفقاً كان المزنّ فيه شفوف
واليوم من خجل الشقيق مضرجٌ ... خجلٌ ومن مرض النسيم ضعيف
والأرض طرسٌ والرياض سطوره ... والزّهر شكلٌ بينها وحروف
روضةٌ قد صبا لها السعد شوقاً ... وصفا ليلها وطاب المقيل