وقد أطافت به كواكبه ... حسناً فبينته لمعتبره
مثل زنادٍ قد صيغ من ذهب ... يقدح ناراً وهنّ من شرره
ثم تولى يريد مغربه ... في شفق الشمس وهي في أثره
فخلته غائصاً ببحر دمٍ ... يقذف بالرائعات من درره
فلم أزل ليلتي أراجعه ... لحظي وأبكي للوقت من قصره
حتى تبدّى الصبّاح منتبهاً ... قبل انتباه المخمور من سكره
ومجدولةٍ مثل صدر القنا ... ة تعرّت وباطنها مكتسي
لها مقلة هي روحٌ لها ... وتاج على الرأس كالبرنس
إذا رنقت لنعاس عرا ... وقطت من الرأس لمن تنعس
وإن غازلتها الصبا حرّكت ... لسانها من الذهب الأملس
وتنتج في وقت تلقيحها ... ضياءٌ يجلّي دجي الحندس
فنحن من النور في أسعد ... وتلك في النار في أنحس
توقّدها نزهة للعيو ... ن ورؤيتها منية الأنفسي
تكيد الظَّلام كما كادها ... فتفنى وتفنيه في مجلس
فيا حامل العود حث الغنا ... ويا حامل الكأس لا تحبس
ويا صالح أنعم وعش سالماً ... علي الدهر في عزك الأقعس
الصبح ينشر فوق مسك الليل كافور الضياء
والبرق يذهب ما تفضضه الغيوم من السماء