لا تطعموا أن تهينونا ونكرمكم ... وأن نكفَّ الأذى عنكم وتؤذونا
مهلاً بني عمّنا من نحتِ أثلتنا ... سيروا رويداً كما كنتم تسيرونا
الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم إن لم تحبَّونا
كلَّ له نيةٌ في بغض صاحبه ... بنعمة الله نقليكم وتقلونا
لا أدفع ابن العم يمشي على شفا ... وإن بلغتني من أذاه الجنادعُ
ولن أواسيه وأنسى ذنوبه ... لترجعه يوماً إليّ الرَّواجعُ
وحسبُ من ذلّ وسوءِ صنيعةٍ ... مناواة ذي القربى وإن قيل قاطع
أنزلني الدّهر على حكمه ... من شامخ عالٍ إلى خفض
وغالني الدهر بوفر الغنى ... فليس لي مالٌ سوى عرضي
أبكانيَ الدّهر ويا ربّما ... أضحكني الدّهر بما يرضي
لولا بنياتٌ كزغب القطا ... رددنَ من بعض إلى بعض
لكان لي مضطربٌ واسعٌ ... في الأرض ذات الطُّول والعرض
وإنما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبّت الريحُ على بعضهم ... لامتنعت عيني من الغمض
إذا المرءُ أولاكَ الهوان فأوله ... هواناً وإن كانت قريباً أواصراه
فإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فذرهُ إلى اليوم الذي أنت قادره
وقاربْ إذا لم تكن لك حيلة ... وصمّم إذا أيقنتَ انك عاقره
تفنّدني فيما ترى من شراستي ... وشدّةِ نفسي أم سعدٍ وما تدري