إنما ينقلون من دار أعما ... لٍ إلى دار شقوةٍ أو رشاد
ومنها:
بانَ أمرُ الإله واختلف النا ... س فداعٍ إلى ضلالَ وهاد
والذي حارت البريةُ فيه ... حيوان مستحدثٌ من جماد
فاللبيبُ اللبيبُ من ليس يغت ... رُ بكونٍ مصيره للفساد
ومن قوله:
ضحكنا وكان الضحكُ منا سفاهةً ... وحقّ لسكَّان البسيطة أن يبكوا
تحطّمنا الأيام حتى كأننا ... زجاجٍ ولكن لا يعاد لنا سبك
هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله خفاجة شاعر شرقي الأندلس واشهر وصاف الطبيعة: ولد بجزيرة شقر من أعمال بلنسية سنة 450 فتعلم ونظم الشعر وكتب الرسائل الإخوانية البليغة، الحوداث الجوية ومناظر الطبيعة: وله غزل رقيق ومدح بارع ورثاء بليغ.
شعره: يمتاز بالجزالة وكثرة المعاني وازدحامها في اللفظ حتى يحتاج في فهمها إلى التأمل على خلاف مذهب الأندلسيين في ذلك: توفي سنة 533 هـ?: ومن قوله يصف زهرة:
ومائسة تزهى وقد خلع الحيا ... عليها حلّي حمراً وأودية خضراً
يذوب لها ريقُ الغمائمُ فضّةً ... ويجمدُ في أعطافها ذهباً نضراً
وقوله:
يأهل أندلسٍ لله دركمُ ... ماءٌ وظلٌّ وأنهارٌ وأشجارٌ