وولي بعد المأمون أخوه: أبو إسحاق محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله، فرحل عن بغداد، واتخذ سر من رأى قاعدة، وأضعف أمور الخراسانية جند آبائه، واستظهر بالأتراك، فأتى بهم واتخذهم جنداً (?) ، فبطلت دولة الإسلام، وابتدأ ارتفاع عمود الفساد من حينئذ، وكانت له مع ذلك فتوحات عظيمة الغناء في الإسلام، منها:
قتل بابك الخرمي، وقد ظهر بآذربيجان معلناً بدين المجوسيةن وبقى نحو عشرين عاماً يهزم الجيوش السلطانية، ويضع سيفه في الإسلام.
ومنها قتل المازيار المجوسي صاحب جبال طبرستان، وفتح طبرستان. وكان هنال أيضاً معلناً بدين المجوسية.
ومنها قتله المحمرة (?) بالجبل، وقد قاموا أيضاً بدين المجوسية.
وهو آخر خليفة غزا أرض الكفر بنفسه.
وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب.
وكان يذهب مذهب الاعتزال.
وكانت ولايته ثمانية أعوام وثمانية أشهر وثمانية أيام؛ ومات وله ثمان وأربعون سنة؛ وذلك سنة سبع وعشرين ومائتين في ربيع الأول.
أمه أم ولدن اسمها: ماردة، كوفية، مولدة.