ثم لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي مات فيه، كان في بيت ميمونة أم المؤمنين، ثم استأذن صلى الله عليه وسلم نساءه أن يمرض في بيت عائشة أم المؤمنين، فأذن له في ذلك (?) .
وعرض عليه عند إغمائه أن يلدوه، فنهاهم عن ذلك، فتمادوا على أمرهم ولدوه. واللد: شيء كانت تصنعه العرب، وهو دواء في شقي الفم. فلما أفاق أمر بالاقتصاص منهم كلهم، فلدوا كلهم، حاشا عمه العباس، فإنه لم يحضر ذلك الفعل إذ لدوه. ولدت سودة أم المؤمنين وهي صائمة (?) .
فلما كان يوم الخميس قبل موته صلى الله عليه وسلم بأربع ليال اجتمع عنده جمع من الصحابة، فقال عليه السلام: ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً، لا تضلون (?) بعدي. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أراد بها الخير، فكانت سبباً لامتناعه من ذلك الكتاب، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندنا كتاب الله، وحسبنا كتاب الله. وساعده قوم، حتى قالوا: أهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) وقال آخرون: أجيبوا بالكتف والدواة يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لا تضلون بعده. فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بالخروج من عنده. فالرزية كل الرزية ما حال