وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لثمان خلون من رمضان، واستعمل على المدينة عمرو بن أم مكتوم- من بنى عامر بن لؤى- على الصلاة بالمسلمين، ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، ودفع الراية: الواحدة إلى على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، والثانية إلى رجل من الأنصار، وقيل: كانتا سوداوين؛ وكان مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومئذ، سبعون بعيرا يعتقبونها (?) فقط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى بن أبى طالب، ومرثد بن أبى مرثد، يعتقبون بعيرا؛ وكان حمزة، وزيد بن حارثة، وأبو كبشة، وأنسة- موالى رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعتقبون بعيرا؛ وكان أبو بكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، يعتقبون بعيرا؛ وجعل على الساقة قيس بن أبى صعصعة من بنى النجار.

وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ.

فسلك صلى الله عليه وسلم على نقب المدينة إلى العقيق، إلى ذى الحليفة، إلى ذات الجيش، إلى تربان، وقيل: تربان، إلى ملل، إلى غميس الحمام من مريين إلى صخيرات اليمام، إلى السيالة، إلى فج الروحاء، إلى شنوكة، إلى عرقه الظبية.

ونزل عليه السلام سجسج، وهو بئر بالروحاء، ثم رحل فترك طريق مكة عن يساره، وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا، فسلك وادى رحقان، بين النازية ومضيق الصفراء، ثم إلى مضيق الصفراء، فلما قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهنى، حليف بنى ساعدة، وعدى ابن أبى الزغباء الجهنى، حليف بنى النجار- إلى بدر، يتجسسان أخبار أبى سفيان وعيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015