وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار. وكان الذى نال مما ذكرنا من نحو النبى صلى الله عليه وسلم عمرو بن قميئة الليثى، وعتبة بن أبى وقاص.
وشد حنظلة الغسيل بن أبى عامر على أبى سفيان، فلما تمكن منه، حمل شداد بن الأسود الليثى، وهو ابن شعوب، على حنظلة فقتله؛ وكان حنظلة قتل جنبا كما قام من امرأته، فغسلته الملائكة، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان قد قتل أصحاب اللواء من المشركين حتى سقط، فرفعته عمرة بنت علقمة الحارثية للمشركين، فاجتمعوا إليه.
وقد قيل: إن عبد الله بن شهاب الزهرى، عم الفقيه محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى، هو الذى شج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جبهته (?) ، وألبت الحجارة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى سقط فى حفرة، قد كان حفرها أبو عامر الأوسى مكيدة للمسلمين. فخر النبى صلى الله عليه وسلم على جنبه، فأخذه على بيده، واحتضنه طلحة، حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومص مالك بن سنان- والد أبى سعيد الخدرى- الدم من جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ونشب حلقتان من حلق المغفر (?) فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح بثنيتيه، وعض عليهما حتى ندرت ثنيتا أبى عبيدة، وكان الهتم يزينه.
ولحق المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكر دونه نفر من المسلمين رضوان الله عليهم، كانوا سبعة، وقيل أكثر، حتى قتلوا كلهم، وكان آخرهم عمارة بن يزيد بن السكن.