عن خدمتها والعناية بها، اكتفاء بهذه النشرة التي قام بها الأستاذ عبد الرحمن
عبد الجبار الفريوائي جزاه الله خيرا.
ثم عرضت لي مراجعة فيها، فقرأتها في المطبوعة وتوقفت في كثير من
كلماتها التي أثبتت على غير وجهها، وظهر لي فيها أخطاء علمية فاحشة، فقابلت
المطبوعة بالأصل الوحيد المطبوعة عنه، فرأيتها مثلومة مكلومة في مواضع كثيرة،
ساقطا منها الكلمة والكلمتان، والجملة والجملتان، بل الصفحة والصفحتان!
فقد وقع فيها سقط كبير يبلغ في المطبوعة نحوثلاثين سطرا، مما يلغي
النشرة ويجعلها مرفوضة منبوذة. فاسفت لذلك جدا، وما كنت أظن بالأستاذ الكريم
أن تقع له تلك الأخطاء لولاوقوعها ووقوفي عليها.
فتحركت همتي من جديد إلى نشرها تامة كاملة، سليمة مستقيمة، بقراءة
صحيحة، أرجو أن لا تكون خاطئة ولا واهمة، وعلقت عليها بإيجاز بالغ في
مواضع، وبإسهاب في مواضع، نظرا لمقتضى المقام. وجعلت لشرح قول
أبي حاتم الرازي: (يكتب حديثه ولا يحتج به) ، ونقده (تتمة) في اخر الرسالة،
ووضعت لمباحثها عناوين تتقدمها بين هلالين، إضافة مني لتيسير فهمها، وترجمت
للحافظ المنذري ترجمة لائقة بسمو مقامه وإمامته رحمه الله تعالى. وأرجو أن تكون
هذه النشرة أو الطبعة مؤدية الغاية التي كتب الإمام المنذري الرسالة من أجلها.
ونبهت في تعليقي على الرسالة إلى مواضع التحريف والخطأ والسقط
والنقص في نشرة الأستاذ الفريوائي، رامزأ إلى اسمه بحرف (ف) . ورأيت أن أذكر
هنا جملة ماوهم فيه، ليتبئين عظم الخلل الذي وقع منه في تلك الطبعة، ولتظهر
مزية هذه الطبعة وتمامها وسلامتها من الأخطاء التي وقعت في تلك النشرة، ومن الله
العون والتوفيق:
ا - جاء في عنوان الرسالة: "رسالة في الجرح والتعديل. .. حققه وعلق عليه
عبد الرحمن. . . ". وهذا الخطأ ظاهر لا يحتاج إلى تعليق.