وحفظا، فقد غدا في مصره وعصره قبلة أنظار طلاب الحديث وأهله، حتى أخد عنه
بعض شيوخه الكبار وأقرانه المشهورين، كما أخذ عنه كل من استطاع الوصول إليه
من طلبة الحديث ورواته، ويحسن أن أذكر بعض من أخذ عنه من أولئك، ليظهر
للقارىء علو مرتبته في الحديث وعلومه.
فاخذ عنه من شيوخه: الإمام الفقيه أبو البركات عبد الرحمن بن الحسن
الأنصاري الخزرجي الدمياطي، المعروف بابن القصار، المتوفى سنة 613.
وأخذ عنه من شيوخه: الإمام أبو الغنائم مسافر بن يعمر بن مسافر الجيزي
الحنبلي المؤدب الصوفي، المتوفى بمصر سنة 620.
وأخذ عنه من شيوخه: زكي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الوهاب،
المعروف بابن وهيب القوصي، المتوفى بحماة سنة 631 وغيرهم.
وروى عنه من أقرانه: الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي
الحنبلي، المعروف بابن نقطة الحنبلي، المتوفى 629، صاحب "إكمال الإكمال ".
وذكر أخذه عن المنذري فيه في ترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد بن المجتي،
المتوفى سنة 613.
كما سمع منه رفيقه: الإمام المحدث أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي
الأندلسي، العالم المشهور، المتوفى سنة 636. وسمع منه أيضا وحضر مجالسه
الحديثية الإمام عز الدين بن عبد السلام المجتهد الفقيه.
وتخرج به من أعلام المحدثين تلميذه: الشريف عز الدين أحمد بن محمد
الحسيني، المتوفى سنة695، وهو الذي ذيل على كتاب شيخه بكتابه "صلة التكملة
لوفيات الثقلة"، وقال فيه: قرأت عليه قطعة حسنة من حديثه، وكتبت عنه جملة
صالحة، وانتفعت به انتفاعا كبيرا.
وممن نجب ولمع من تلامذته الذين لازموه: الإمام العالم العظيم الحافظ
شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، المولود سنة 613، والمتوفى سنة
705، فقد لازمه مدة طويلة، وعينه المنذري بعد وفاة ولده رشيد الدين محمد سنة