"قلت: ومن الطرائف أن أحد الظرفاء الأذكياء، لما سمع هذا الوصف الأخير
قال: هذا هو الله تبارك وتعالى، يشيرالى ما فيه من الغلو والإطراء بالحفظ الذي
لا يبلغه البشر".
وما أدري كيف استساغ الألباني وصفي بان يقال في (هذا هو الله تبارك
وتعالى) ! شرعا وعقيدة وفقها وأدبا وعقلا؟! وكيف سجله في كلامه على لسان (أحد
الظرفاء الأذكياء) ؟! وأقره؟! وغاب عنه أوجهل أن هذا منكر كبير جدا يرتكبه
هووصاحبه أحد الظرفاء الأذكياء في جنب الله تعالى، وهزء مكشوف بمقام إجلال
الله سبحانه يؤذي الى ترد في هوة الجهل، فقد وصل به الأمر إلى أن يصفني بانني
الله تبارك وتعالى. فهذا مقياس معرفته بتنزيه الخالق جل شانه!
فكيف يقر الألباني أن يوصف انسان مخلوق ضعيف بانه (هو الله تبارك
وتعالى؟ وهو يرى نفسه معيار الحق في العلم والعقيدة والسنة المطهرة؟ .
كيف يقر الألباني وصف من يتوصل الى معرفة تلك الأمور، بطريق القراءة
والنظر، والبحث والتتبع، والحفظ والاستذكار، والنصب والتعب، وغيرها من لوازم
المخلوق الضيف، بانه (هو الله تبارك وتعالى) ! ولم يزجر أو ينبه ذلك الواصف
الذي زعم أنه قال ذلك، بانه قال كلاما حراما ومنكرا جسيما جدا، ارتكبه في جنب
الله تعالى، فهل يسوغ ذلك في النقل أوفي العقل؟ .
نعم عند الألباني يجوز ذلك في باب الاستهزاء بمخالفه والتشفي منه، وهذا
نموذخ ناطق ودال على مدى معرفة الألباني بما يجوز أن يوصف به الله جل جلاله
وما لا يجوز، ودليل صريح على مستوى أدب الألباني مع الله سبحانه وتعالى!
وهذا الموقف في دلالته على مستوى معرفة الألباني بتنزيه الله تعالى:
يذكرنا بقول الألباني في كتبه مرارا وتكرارا: (العصمة لله وحده) ، ومنها قوله
في المقدمة على "شرح العقيدة الطحاوبة" نفسها ص 27 (ان العصمة لله وحده) ،
ومنها قوله في "الأحاديث الصحيحة" 4: 429 (والعصمة لله وحده) ، ومنها قوله في
الأحاديث الضعيفة" ا: 152 (والعصمة لله وحده) ، ومنها قوله في مقدمته لكتاب
"رياض الصالحين " للإمام النووي في الصفحة (س) مرتين: (والعصمة لله وحده.) ،