كما يسمون الأول: التوحيد في العلم والتوحيد العلمي.
والثاني: التوحيد في الإرادة والقصد، والتوحيد القصدي الإرادي.
تعريف هذين النوعين للتوحيد.
لقد عرف علماء الحنفية هذين النوعين للتوحيد؛ فقالوا:
الأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى، وصفاته وأفعاله وأسمائه، ليس كمثله شيء في ذلك كله؛ كما أخبر سبحانه وتعالى عن نفسه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وقد أفصح القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح؛ كما في أوائل سورتي الحديد، وطه، وآخر سورة الحشر، وأوائل سورتي السجدة وآل عمران، وسورة الإخلاص وغيرها.
وأما النوع الثاني:
فهو قصد الله تعالى وطلبه سبحانه بعبادته وحده لا شريك له في ذلك؛ وذلك مثل ما تضمنته سورة: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وقوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64] ،