ولا منافاة بين هذين التقسيمين؛ لأن مرجعهما واحد.
أما التقسيم الثنائي؛ فلعلماء الحنفية فيه طريقان:
الطريق الأول: أن التوحيد قسمان:
1 - توحيد المرسل.
2 - توحيد المتابعة.
لقد قسم علماء الحنفية التوحيد إلى قسمين رئيسين:
الأول: توحيد المرسل وهو توحيد الله تعالى - بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل.
والثاني: توحيد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم - بكمال التسليم والانقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق؛ كأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة يقوله.
وعدم معارضته بالقياس والعقول، وعدم تقديم أقوال الأئمة على أمره وقوله؛ وعدم عرض قوله وخبره على قول المشائخ والأئمة؛ فلا يفعل ما يفعله كثير ممن أخل بهذا التوحيد - من المتكلمة والمقلدة -؛ حيث يعرضون قول الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره وخبره على أقوال المشائخ والأئمة.
فإن وافق قولهم - قبلوه ونفذوه؛ وإلا فوضوا فيه وأعرضوا عنه؛ أو حرفوه عن مواضعه، وسموا تحريفه تأويلًا وحملًا؛ بل الغرض والواجب المبادرة إلى امتثال قوله صلى الله عليه وسلم من غير التفات إلى