الحقائق من شيء إلى آخر وأن لهم قدرة على دفع الضر عمن يستغيث بهم، وجلب النفع لمن يستمد بهم؛ فدلت هذه الآيات على أن عقيدة القبورية هذه فاسدة كفرية شركية، وأن الأنبياء عبادٌ لله محتاجون، فقراء إليه، خاشعون لله، خائفون من الله، وأنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فضلا عن أن يملكوا لغيرهم من الأقارب والأجانب وأنهم بحاجة إلى أن يدعوا الله تعالى عند الكربات لدفع المضرات وجلب الخيرات.

وثبت من هذه الآيات أيضا أن هؤلاء الأنبياء والأولياء لا يعلمون الغيب ولا يسمعون نداء المستغيثين بهم، وليس لهم اطلاع على أحوالهم، وهم عن نداءهم غافلون؛ فالأنبياء والأولياء لا يملكون لهم نفعا ولا ضرا، ولا يسمعون لهم صوتا ولا نداء ولا صراخا ولا دعاء، لا سرا، ولا جهرا، ولا يعلمون الغيب، ولا يطلعون على أحوالهم وما في ضمائرهم.

فالقبورية مع سفاهتهم في هذه العقائد مرتكبون أنواعا من الشرك والكفر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015