قلت: هو [أي الأصم] إذا كان مقبلا يفهم بالرمز والإشارة، فإذا ولي لا يسمع ولا يفهم بالإشارة) .
قلت: ويظهر من هذا أن الميت لا يسمع في حال من الأحوال، سواء كان مقبلا أو مدبرا، وأن الميت كما لا يسمع صوتا كذلك لا يفهم الرمز والإشارة أيضا.
وللعلامة الآلوسي (1270هـ) تحقيق مهم في عدم سماع الموتى في تفسير هذه الآية.
قلت: لقد ذكر علماء الحنفية أربعة فروق بين الميت وبين الأصم، لتحقيق أن الميت أبعد عن السماع من الأصم:
الفرق الأول: قيد تولي الإدبار في الصم دون الموتى؛ فإن الأصم إذا كان مقبلا يفهم بالإشارة والرمز، بخلاف الميت- كما سبق آنفا في كلام النسفي.
الفرق الثاني: أن الأصم قد يسمع في بعض الأحوال، فيمكن سماعه بخلاف الميت.
الفرق الثالث: أن الأصم قد يمسع الصوت الهائل، كصوت الرعد القوي، بخلاف الميت.
الفرق الرابع: أن الله تعالى لم يذكر المفعول الثاني حينما قال: {لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ، لكنه ذكر المفعول الثاني حينما قال: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} .