سواء كان حقا أو غير حق مقلدًا - فهو ممن قال تعالى فيهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] ، عادته وجبلته أن يعرف الحق بالرجال لا الرجال بالحق؛ فلا نخاطبه وأمثاله؛ فجنود التوحيد بحمد الله منصورة وراياتهم بالسعد والإقبال منشورة)) .
انتهى كلامه ملخصا) .
قلت: حاصل هذا الجواب: أن القبورية أكذب الناس وأشدهم تقولًا على أهل التوحيد.
ولقد حقق علماء الحنفية في مباحث كثيرة سيأتي إن شاء الله:
أن القبورية أكذب الناس وأشدهم تقولًا وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الناس، بل هم أشد كذبًا وتقولًا من الخوارج والروافض.
الجواب الثاني:
أن علماء الحنفية قد صرحوا بأن حقيقة اتهام هؤلاء القبورية لأهل التوحيد بتنقيص الأنبياء والأولياء - وهي عقيدتهم أن من لا يستغيث بهم عند الكربات * ولا ينذر لهم عند الملمات * ولا يطوف بقبورهم لقضاء الحاجات * - فقد استخف بهم وتنقصهم وهضمهم حقهم، وهذه بعينها شبهة المشركين والنصارى.